السبت، 24 ديسمبر 2011

ارجوا ان تكون الفكرة وصلت بوضوح

لم احتمل الانتظار ولا ثانية وصرت ابحث عن اسرع اختراع يقوم بتوصيلي الى جهاز الكمبيوتر بعد ان رأيت بأم عيني كتب تركي الدخيل الأخيرة !

اود ان اذكر بدايةً ان ليس الهدف هنا هو الانتقاص من الاستاذ تركي فأنا من اشد معجبية ولم اتابع بحياتي برنامج باستمرار مثل ما فعلت مع برنامجه اضاءات فكنت انتظره بتلهف و شاهدت بعض من حلقاتة مرتين و ثلاث و ما ان تفوتني حلقة الا و اقوم بطباعتها من موقع العربية و اقرأها (لم يكونوا يرفعونها في اليوتيوب سابقاً) فقد عرفت مثل ما عرف الكثير غيري الاستاذ تركي كمقدم برامج من انجح المقدمين ,, و محاور من افضل المحاورين العرب ان لم يكن افضلهم ,, فهو عبارة عن لاري كينج بالدشداشة و الغتره (و يتساوان في السديري احياناً) فتجده في محاوراته او (اضاءاته) وكأنه يصدح بفن لم يسبقه اليه احد فيشرّق و يغرب بالحديث مع ضيف قد بلغ من المرتبة العلمية اي مبلغ و فجأه تجد نفسك وسط حالة اللاشعور قد امتلأت عيناك اعجاباً بالمقدم و نسيت الضيف!

نعم هذا تركي الدخيل الذي اتكلم عنه,,وهو ايضاً يدير دار مدراك للنشر و مركز مسبار للدراسات و البحوث ,, و هنا اكتفي لاتحول بالحديث و اتكلم عن ما رأيته في مكتبه دار السلاسل ,, حيث كنت ماراً بها فتذكرت هجوماً من بعض مستخدمي التويتر على كتاب الاستاذ تركي اللأخير ,, فقلت لم لا ذهب و ارى بنفسي فليس الخبر كالمعاينة كما يقولون.


دخلت المكتبه و سألت البائع بكل لطف و براءة :(ممكن اشوف كتاب تركي الدخيل الأخير؟)
فرد علي:(عندنا كل كتب تركي ,, هل تقصد الكتب الفارغه)
فارغه ؟!! شلون يعني فارغه ؟؟!
فقال و هو يضحك:( فارغه ,, ورق فاضي تعال لترى)
فمشيت خطوات مع البائع و توقف ليخرج لي ثلاث كتب بها عناوين على الغلاف وامسك مجموعة اوراق من احد الكتب و قام بعرضها علي بسرعه (جعلها تتتابع كالمروحه) و اذا هي فعلاً فارغه!!
فارغه من اول الكتاب الى اخره ,, هل هي مكتوبه بالحبر السري؟ قلتها بعد ان رفعت احدى الصفحات قرب مصدر للضوء!
كل ما فعله الاستاذ تركي هو انه قام بكتابة نصف تغريدة (عنوان الكتاب) و ترك لك ما يقارب 300 صفحة فارغه و في اخر صفحه كتب الجمله التاليه:
(ارجوا ان تكون الفكره وصلت بوضوح ,, يمكن ان يكون الكتاب مناسباً كأهداء و باستطاعتك ان تستخدمه لكتابة مذكراتك او يومياتك.على اننا لا نشترط ان تكون الملاحظات مندرجة تحت عنوان الكتاب)


الان و بعد اذن الجميع سأحاول معكم ان اقرأ و احلل جملة الكتاب اليتيمة من زاويتي..

(ارجوا ان تكون الفكرة وصلت)!! يا استاذ تركي ان كنت فعلاً تريد توصيل فكره معينه (الكتب الفاضيه) ,, الا يكفيك كتاب واحد لتوصيلها! ام هو على مذهب التكرار يعلم ال....شطار؟
ثم تقول يمكن ان يكون الكتاب مناسباً للاهداء! اهداء لمن ؟؟ اتمنى انك ماكنت تقصد الاهداء بين المحبين او الازواج .. لا اريد ان ادخل في نيتك و اقول انك تريد زيادة نسبة الطلاق في العالم العربي لانه  من غير المعقول ان احد سيهدي شخص كتاب فاضي الا ان كانت النية مبيتة لعمل مقلب!

اما التبرير الاخير هو ان تستخدمه لكتابة مذكراتك.  فردي عليه  كيف لي ان اكتب مذكرات من 300 صفحة و عندما افرغ من هذا الجهد و السهر و التعب اقفل الكتاب لأجد ان اسم المؤلف على الغلاف (تركي الدخيل) و كأنه سرق حقوقي الفكريه و ذيلها بتوقيعه! نعم انا اقدر ما كتبته بالاخير (لا تشترط ان تكون المعلومات مندرجه تحت عنوان الكتاب) و انت مشكور على هذا التفهّم  ,, و لكن اتمنى ان لا ينخدع احد بهذه الجمله و يقوم بسرد كل ما لديه بين دفتي كتاب ليهديها لك بدون مقابل بعد ان يهديك دينارين (سعر الكتاب) ,, لذا وجب التنويه.

و الملاحظة الاخيرة (ارجوا المعذرة على الاطالة) هي انه علاوة على ان عناوين الكتب مختارة بعنايه لشد الانتباة  فالكتب تباع مغلفه ..اي ممكن ان بعض الناس (وانا اعرف الكثير منهم) يشترون الكتاب بناء على العنوان و اسم المؤلف و لك اخي القارئ ان تتخيل ردة افعالهم عندما يفتحون الغلاف و يكتشفون انهم اشتروا كتباً فارغه!

استاذي العزيز تركي الدخيل .. ارجوا ان تكون الفكرة وصلت بوضوح ..لا يمكن ان يكون مثل هذه الكتب مناسباً بأي حال من الاحوال .. ولا يشترط عليك احد ما تكتب وما تفعل ولكن يؤسفنا ان يصدر مثل هذا الخطأ من شخص لطالما احببناه على مدار سنين.







هناك تعليق واحد:

@SaraAlHumaidan يقول...

كلام جميل..وعين العقل..

بالبداية حين شاركت بهاشتاق "خدعة كتاب تركي" لم أفهم مغزى الكثير ولمَ كان الناس يلومون الكاتب ويقولون أنه خدعهم واحتال عليهم وبإمكانهم بكل سهولة تصفحها قبل شرائها!!
وخاصة أني كنت أرى هذا الشيء غير غريب بعد كتابته مقالة عن فكرة كتاب البروفيسور شريدان سيموف والذي بفكرته هذه حقق -في تلك البلدان- مبيعات أعلى من مبيعات هاري بوتر وقد ابدى تركي الدخيل إعجابه بالفكرة وكيف أنها ذكيّة!!!
هنا رابط المقالة : http://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleId=8433
لكن حينما نبّهني بعض المغردين أن الكتاب كان مغلفًا أغاضني هذا الشيء وفهمت لمَ الناس مستشيطون!
وفي كلا الحالتين إن كان مقفلًا أم لا ، أجده طبّق الفكرة في غير وقتها..فالعرب هنا للتو بدأو بالإستيقاظ على أهمية القراءة بدأوا يتعمقون فيها ، فتجدهم متحمسين للقراءة ويشتري ذاك وذاك بانيًا عضلات معرفته بتلك الكتب .. وحينما يشتري كتابًا يتوقع أنه سيستفيد منه!! يجده فارغًا!! لابدّ وأنه سيصاب بخيبه الأمل والإحباط وأنه دخل في مؤامرة احتيال من أجل الـ -كم ريال أو دينار- التي سيجمعها في النهاية !!


هذا رأيي فقط ، أعتذر عن الإطالة وأبارك لك فيما كتبت :)
سارة.